لأننا نبكي عندما نريد الضحك.. ولأننا بارعون في مزج الدمعة بالبسمة، والعيد بالحزن.. انقسمنا أمس في رحلات متناقضة.. بعضنا حمل باقة تشبه الورد إلي مقابر أحبة غادرونا، ولا نريد أن نغادرهم.صغارنا يلهون بالوجوه الملونة والبالونات والبمب والصواريخ المحظورة.. وكبارنا يلهون بذكرياتهم، كما قالها شاعرنا الكبير عبدالرحمن الأبنودي: «بغني ما اعرف مغني ولاّ عديد.. زي افتكار الميتين في يوم العيد».
كان أمس أول العيد .. صلينا وسجدنا شكراً لله، وطلباً لنجدته، تزاحمنا في الحدائق والأتوبيسات، تأرجحنا في مراكب هوائية وتأرجحنا في مراكب نهرية.. ضحكنا وبكينا وغنينا مع الكاسيتات.. وعدنا آخر اليوم.. ولايزال أمامنا يومان قبل أن نعود إلي مصر وحال مصر